تخطى إلى المحتوى

لا تخبرني..دعني أرى!

لنفترض أنك قرأت هذه العبارة في رواية

تسارعت نبضات قلبه بشدة حتى كاد أن يخرج من مكانه، اضطرب، تعرقت يداه ، سرى بجسده شعور غريب

قرر مغادرة المكان فوراً قبل أن يلحظ أحدهم اضطرابه

هذا الوصف يكفي كي نعرف شعور البطل في هذه اللحظة…وماذا يفكر به

لكن….كيف بإمكاننا تصوير هذا المشهد على الشاشة؟

قدرة قارئ الرواية على سماع ماتفكر به الشخصية مباشرة هي إحدى أهم نقاط تفوق الرواية على الفيلم

لكتابة نص سينمائي صالح للتصوير يجب أن نفكر بطريقة مختلفة

الفيلم أداة بصرية، يجب علينا أن نعمل على أن نجعل المشاهد يرى الأحداث…لا أن نرويها له

إذا أردنا للمشاهد أن يعرف شعور البطل في لحظة ما…لا نستطيع أن نكتب وصفاً لما يدور بداخل البطل كما في الروايات

نستطيع فقط أن نكتب ما يمكن للمشاهد رؤيته

لذلك كانت المقولة الشهيرة جداً التي يعرفها كل من التحق بمدرسة لصناعة الأفلام

.

Show, don’t tell

أرني، لا تخبرني

.

نستطيع أن نجعل المشاهد يدرك شعور البطل في لحظة ما أو أن نعطي تلميحات لما يفكر به بعدة طرق منها

.

  ١- لغة الجسد و تعابير الوجه

مثال

Once Upon a Time in the West (1968)

المشهد مليئ بلغة الجسد، لم يكن الحوار طويلاً ..لكن نظرات أعينهم وحركات الجسد قالت الكثير

خصوصاً عندما قال لهم أنهم أحضروا الكثير من الأحصنة

المعنى أنه لن يحتاج سوى لحصان واحد لأنه سيقتلهم، وهذا ما فهموه

ويتضح ذلك من النظرات التي تبادلوها بعد سماعهم هذه الجملة..وتغير التعابير على وجوههم من السخرية إلى الحذر

وحركة الجسد عندما امتدت أياديهم ببطء تحسساً لأسلحتهم

هنا أوصل لنا هذا المشهد مايفكر به الممثلون وكيف شعروا دون كلمة واحدة

.

٢- مشاهد من الذاكرة

أو ما يسمى بـ

Flashback

مثال

Band of Brothers (TV Mini-Series 2001)
Crossroads

هنا أدركنا أن كل شيء يراه في هذا القطار يذكره بشيئ حصل في الماضي

استطعنا أن نعرف ما يفكر به البطل دون أن تُنطق كلمة واحدة في المشهد

.

.

عموماً في عالم كتابة النصوص السينمائية يفضّل أن نتجنب الإخبار قدر الإمكان

لكن في بعض الأحيان نضطر لذلك..

وعندما نضطر هناك طرق شائعة نستطيع استخدامها  مثل الإخبار عن طريق صوت الراوي

Voice Over Narration

.

وهو أن يكون هناك صوت شخص يروي أحداث في الفيلم

كثير من الخبراء يعتبرونه غير ملائم لطبيعة النص السينمائي، ولا يفضلون استخدامه

لكن في بعض الحالات كان استخدامه عبقرياً لدرجة أنه لا يمكنك تخيل هذا الأفلام دون صوت الراوي

.

قد يستخدم لإيصال ما تفكر به الشخصية في في حال كان الراوي يتحدث عن نفسه  أو ما يسمى بـ

First person narrative

مثال

Fight Club (1999)

 

و قد يستخدم لرواية أحداث حصلت في الفيلم ولا نرغب بتصويرها كاملة.. فقط شخص يروي ماذا حدث

Second Person Narrative

مثال

Amélie (2001)

 

.

تذكر دائماً أن الفيلم أداة بصرية..مشهد واحد قد يختصر الكثير من الحوارات الغير ضرورية

حاول أن تتخلص من الحوارات الغير ضرورية بالفيلم

جرب إزالة الحوار، إذا شعرت أنه لم يؤثر على سياق الفيلم..إذاً هو حوار زائد لا فائدة له

أكثر أداة قد تساعدك في ذلك هو مشاهدة الأفلام الصامتة، تأمل كيف تم تقديم فيلم كامل دون كلمات..دون إخبار

الصورة كانت هي المُخبر الوحيد!

.

.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: